يعد الشيخ عبد العزيز حربي من العلماء البارزين الذين قدموا خدمات جليلة للقرآن الكريم وعلومه، وكان له دور بارز في نشر المعرفة الشرعية، وتعليم التلاوة والتجويد، وتفسير كتاب الله بأسلوب ميسر يصل إلى القلوب قبل العقول. لقد تميز الشيخ عبد العزيز حربي بعمق علمه، وسعة اطلاعه، وحرصه على نشر العلم الشرعي بين الناس، ليكون نبراسًا يهتدي به طلاب العلم والباحثون عن الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
كان الشيخ عبد العزيز حربي نموذجًا للعالم العامل، الذي لم يدخر جهدًا في سبيل نشر علوم القرآن وتعليمها للأجيال. تخرج على يديه العديد من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد دعاة وعلماء ومشايخ في مجالات مختلفة من العلوم الشرعية. لقد كانت مجالسه العلمية ومنهجه في التدريس منارة للعلماء وطلبة العلم الذين وجدوا في علمه فائدة عظيمة ومصدر إلهام للبحث والدراسة.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل حياة الشيخ عبد العزيز حربي، ومولده، ونشأته، ورحلته العلمية، وأهم إنجازاته في خدمة القرآن الكريم، إضافة إلى تأثيره في نشر العلوم الشرعية، وإرثه العلمي الذي لا يزال حاضرًا في ذاكرة طلاب العلم.
نشأة الشيخ عبد العزيز حربي وحياته العلمية
وُلد الشيخ عبد العزيز حربي في 6 نوفمبر 1920 في حي عين شمس بمنطقة الزهراء بالقاهرة، في بيئة علمية جعلت من القرآن الكريم وعلومه محور حياته منذ الصغر. حرصت أسرته على تعليمه القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، حيث التحق بالكُتّاب لحفظ كتاب الله وإتقان التجويد على أيدي المشايخ والعلماء المتخصصين في هذا المجال.
تميز الشيخ عبد العزيز حربي بذاكرة قوية وقدرة فائقة على الاستيعاب، مما أهله لحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. ومنذ صغره، أظهر نبوغًا واضحًا في علوم الشريعة، حيث اتجه لدراسة الفقه والتفسير والحديث، فكان يجمع بين الحفظ والفهم العميق للنصوص الشرعية، مما جعله من الشخصيات المؤثرة في هذا المجال.
دور الشيخ عبد العزيز حربي في نشر القرآن الكريم
كان للشيخ عبد العزيز حربي إسهامات عديدة في نشر القرآن الكريم وتعليم أحكامه وتجويده، حيث عمل على تدريس التلاوة الصحيحة وفقًا لقواعد التجويد. وكان دائم الحرص على تصحيح الأخطاء الشائعة في التلاوة، وتعليم النطق السليم للحروف، مما جعله من المرجعيات المهمة في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، كان الشيخ عبد العزيز حربي يُلقي دروسًا ودورات في علوم القرآن، وكان له منهجية واضحة في التعليم، حيث ركّز على التيسير في الشرح مع الالتزام بالقواعد العلمية الدقيقة، مما جعل علمه مقبولًا لدى طلاب العلم من مختلف المستويات.
الإرث العلمي للشيخ عبد العزيز حربي
ترك الشيخ عبد العزيز حربي العديد من المؤلفات والدروس العلمية التي ساهمت في إثراء المكتبة الإسلامية. وكانت أعماله تتسم بالوضوح والمنهجية، مما جعلها مرجعًا للباحثين والدارسين.
وفاة الشيخ عبد العزيز حربي
توفي الشيخ عبد العزيز حربي في 20 فبراير 2003 بعد حياة مليئة بالعطاء العلمي والدعوي، حيث ترك بصمة لا تُمحى في مجال نشر وتعليم القرآن الكريم وعلومه. لا يزال أثره باقيًا في قلوب طلاب العلم ومحبي القرآن الكريم الذين استفادوا من علمه وأعماله.
رحم الله الشيخ عبد العزيز حربي وجعل علمه في ميزان حسناته، ونسأل الله أن ينفع به الأجيال القادمة ويبارك في إرثه العلمي.
