قصة يوشع عليه السلام

قصة يوشع بن نون عليه السلام: الفارس الذي قاد بني إسرائيل إلى النصر



المقدمة

تعد قصة يوشع بن نون عليه السلام واحدة من أعظم قصص القيادة والصبر والثبات في سبيل الله. فهو النبي الذي قاد بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام، وأدخلهم الأرض المقدسة بعد سنوات من التيه. كان يوشع عليه السلام قائدًا شجاعًا ومؤمنًا بالله، لا يخشى في الحق لومة لائم.

في هذا المقال، سنتناول قصة يوشع بن نون عليه السلام منذ نشأته، ودوره مع موسى عليه السلام، وقيادته لبني إسرائيل، وفتح بيت المقدس، والكرامات التي حصلت له، والدروس المستفادة من حياته.


1. من هو يوشع بن نون؟

  • يوشع بن نون هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وكان تلميذًا وأمينًا لموسى عليه السلام.
  • ذكره النبي ﷺ في حديث صحيح عندما قال:

"إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس" (صحيح مسلم).

  • كان يوشع عليه السلام من أعظم القادة العسكريين في تاريخ بني إسرائيل، فقد قادهم بعد وفاة موسى عليه السلام، وفتح الأرض المقدسة التي كانوا محرومين منها بسبب عصيانهم.

2. يوشع عليه السلام ودوره مع موسى عليه السلام

  • كان يوشع أحد الرجلين المؤمنين الذين أرسلهم موسى مع اثني عشر رجلاً لاستكشاف أرض كنعان.
  • عاد الجواسيس وأخبروا موسى بأن الأرض مليئة بالجبابرة، فخاف بنو إسرائيل، لكن يوشع ثبتهم وشجعهم على القتال، وقال:

﴿يَا قَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلْأَرْضَ ٱلْمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰٓ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَٰسِرِينَ﴾ (المائدة: 21)

  • لكن بني إسرائيل رفضوا القتال وقالوا:

﴿إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا۟ مِنْهَا﴾ (المائدة: 22)

  • بسبب هذا العصيان، حكم الله عليهم بالتيه في الصحراء لمدة 40 سنة، ولم يدخل الأرض المقدسة منهم أحد، إلا الجيل الجديد الذي قاده يوشع بن نون.

3. قيادة يوشع عليه السلام لبني إسرائيل

  • بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام، أصبح يوشع النبي والقائد لبني إسرائيل.
  • بدأ بإعداد جيشه لغزو الأرض المقدسة، وبث فيهم الإيمان والصبر وحب الجهاد في سبيل الله.
  • عندما حان وقت المعركة، أمر جيشه بالثبات والإخلاص لله، وقال لهم:

"لا يغدرن أحد، ولا يأخذن أحد من الغنائم شيئًا، فمن أخذ منها احترقت عليه".

  • كانت معركتهم الأولى فتح أريحا، وهي مدينة عظيمة بأسوار ضخمة.

4. معجزة إيقاف الشمس

  • خلال المعركة، أوشكت الشمس على الغروب، وكان ذلك سيعني توقف القتال، لكن يوشع بن نون دعا الله أن يوقف الشمس حتى ينهي المعركة.
  • قال النبي ﷺ:

"إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس" (صحيح مسلم).

  • استجاب الله لدعائه، وأوقف حركة الشمس حتى تحقق النصر لبني إسرائيل، ودخلوا الأرض المقدسة التي وعدهم الله بها.

5. وفاة يوشع بن نون عليه السلام

  • بعد أن حكم يوشع بني إسرائيل سنوات طويلة، وعاش بينهم نبيًا وقائدًا، توفي عن عمر 110 سنوات.
  • دفن في فلسطين، وقيل إن قبره موجود بالقرب من نابلس.

الدروس المستفادة من قصة يوشع بن نون عليه السلام

  1. الثقة بالله: لم يخف يوشع من الجبابرة، وكان مؤمنًا بوعد الله، وهذا من أسباب نصره.
  2. أهمية القائد الحكيم: كان يوشع عليه السلام قائدًا حكيمًا، شجاعًا، وعادلًا، مما جعله ينجح في تحقيق أهدافه.
  3. الصبر على الأذى: تحمل يوشع سنوات من التيه مع بني إسرائيل، ولم يفقد الأمل في تحقيق وعد الله.
  4. الإيمان بالمعجزات: أوقف الله الشمس من أجل يوشع، مما يدل على أن الله ينصر من يخلص له في العبادة والجهاد.
  5. الوفاء بالعهد: عندما فتح يوشع الأرض المقدسة، لم يغدر بأهلها، بل كان قائدًا عادلاً ملتزمًا بشريعة الله.

الخاتمة

تُظهر لنا قصة يوشع بن نون عليه السلام كيف أن الإيمان بالله، والصبر، والتوكل عليه، يقود إلى النصر، حتى في أصعب الظروف. كان يوشع مثالًا للقائد المؤمن الذي يثبت أمام الأعداء، ويقود قومه إلى الخير، ويخلص في عبادة الله.

نسأل الله أن يرزقنا الإيمان والصبر والثبات كما كان يوشع بن نون، وأن يجعلنا من المخلصين لدينه.


الكلمات المفتاحية

قصة يوشع بن نون، نبي الله يوشع، فتح بيت المقدس، معجزة إيقاف الشمس، موسوعة أبو تيام.

Admin Vip
Admin Vip
تعليقات