قصة عزير عليه السلام: النبي الذي أماته الله ثم بعثه بعد مئة عام
المقدمة
تُعد قصة عزير عليه السلام من أعجب القصص في تاريخ الأنبياء، حيث أماته الله مئة عام ثم بعثه، ليكون آية للناس على قدرة الله في إحياء الموتى. عاش عزير في زمن بني إسرائيل بعد خراب بيت المقدس، وكان معروفًا بحكمته وعلمه بالتوراة.
سنروي في هذا المقال قصة عزير عليه السلام، وكيف أماته الله ثم بعثه، ودوره في إعادة التوراة إلى بني إسرائيل، والدروس المستفادة من حياته.
1. من هو عزير عليه السلام؟
- عزير نبي من أنبياء بني إسرائيل، عاش بعد زمن موسى عليه السلام.
- كان رجلًا صالحًا وعالمًا بالتوراة، حتى إن بعض بني إسرائيل قالوا إنه ابن الله (تعالى الله عن ذلك)، وهو ما ذكره الله في قوله:
﴿وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ﴾ (التوبة: 30)
- لكن عزير كان نبيًا عبدًا لله، أرسله الله لإصلاح بني إسرائيل بعد أن ضاعت التوراة.
2. معجزة موت عزير مئة عام وبعثه
- ذات يوم، خرج عزير راكبًا حماره، وكان يحمل معه بعض الطعام (خبز وعنب).
- مرّ على مدينة مدمرة، يقال إنها بيت المقدس بعد أن خربها نبوخذ نصر، فنظر إليها متعجبًا وقال:
"أنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا؟" (البقرة: 259)
- لم يكن يشك في قدرة الله، لكنه أراد أن يرى كيف يحدث ذلك.
- فأماته الله مئة عام، ثم بعثه وقال له:
"كَمْ لَبِثْتَ؟"
- قال عزير:
"لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ".
- فأخبره الله:
"بَل لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ" (البقرة: 259)
- وجد عزير أن طعامه لم يفسد رغم مرور 100 سنة، بينما حماره قد تحول إلى عظام.
- ثم أحيا الله حماره أمام عينيه، حيث رأى كيف تجمعت العظام ثم كساها الله باللحم والجلد وعاد الحمار حيًا.
- أدرك عزير عظمة الله وقال:
"أعلم أن الله على كل شيء قدير".
3. عزير وإعادة التوراة لبني إسرائيل
- بعد أن عاد إلى قريته، لم يعرفه أحد، فقد كان أهل البلدة قد تغيروا عبر الأجيال.
- لكنه وجد امرأة عجوزًا تجاوز عمرها 120 سنة، كانت قد رأته قبل موته.
- عندما أخبرهم من هو، لم يصدقوه، لكنه دعا الله أن يعيد إليه علمه بالتوراة.
- أجرى الله على يديه معجزة إعادة التوراة المفقودة من ذاكرته، فآمن به الناس وقالوا:
"إن عزير هو ابن الله" (تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا).
- رفض عزير هذا القول، لكنه استمر في إصلاح بني إسرائيل وتعليمهم التوراة.
4. وفاة عزير عليه السلام
- عاش عزير بعد بعثه يصلح في بني إسرائيل، ثم توفي، وظل ذكره خالدًا كأحد أنبياء بني إسرائيل العظام.
الدروس المستفادة من قصة عزير عليه السلام
- قدرة الله على البعث: عزير رأى بعينه كيف أحيا الله الموتى، مما يؤكد أن البعث يوم القيامة حق.
- العلم نور: كان عزير عالِمًا بالتوراة، وأعادها إلى بني إسرائيل، مما يوضح أهمية العلم والدعوة إلى الحق.
- الصبر على المحن: عاد عزير بعد مئة عام ليجد قومًا مختلفين، لكنه لم ييأس واستمر في الإصلاح.
- تجنب الغلو في الصالحين: بعض بني إسرائيل ادعوا أن عزير ابن الله، مما يدل على خطر الغلو في تعظيم الأنبياء والصالحين.
الخاتمة
تعتبر قصة عزير عليه السلام من أعظم القصص التي تبين قدرة الله على إحياء الموتى، وكيف أن العلم والحق يبقيان نورًا للأجيال. لقد عاش عزير داعيًا للإصلاح، ومعلمًا للناس، ومجددًا للدين بين بني إسرائيل.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق، ويجعلنا من المؤمنين بقدرته ورحمته.
الكلمات المفتاحية
قصة عزير عليه السلام، عزير نبي الله، موت عزير 100 عام، معجزة عزير، موسوعة أبو تيام.