قصة زكريا عليه السلام

 قصة زكريا عليه السلام: النبي الذي رزقه الله يحيى بعد كبر سنه



المقدمة

تُعتبر قصة زكريا عليه السلام من أعظم القصص التي تبين رحمة الله وقدرته على تحقيق المستحيل. فقد كان نبي الله زكريا عابدًا صالحًا، تقدم به العمر ولم يكن له ولد، لكنه ظل يدعو الله بإخلاص، حتى استجاب له بمعجزة ولادة ابنه يحيى عليه السلام.

في هذا المقال، سنتحدث عن حياة زكريا عليه السلام، عبادته، دعائه، استجابة الله له، ومعجزة ولادة يحيى، والدروس المستفادة من قصته.


1. زكريا عليه السلام: النبي الصالح العابد

  • زكريا عليه السلام كان من أنبياء بني إسرائيل، وهو من نسل نبي الله داوود عليه السلام.
  • كان يعمل نجارًا، وكان كبيرًا في السن، لكنه كان مخلصًا في عبادته.
  • كان زكريا كفيلًا لمريم عليها السلام، وكان يعتني بها ويربيها في بيت المقدس.

2. زكريا وكفالته لمريم عليها السلام

  • كانت مريم عليها السلام يتيمة، فتكفّل بها زكريا ورعاها.
  • كان كلما دخل عليها في المحراب وجد عندها طعامًا لم يأتِ به، فسألها:

"يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا؟" (آل عمران: 37)

  • فقالت:

"هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (آل عمران: 37)

  • عندها ازداد إيمان زكريا عليه السلام، وأيقن أن الله قادر على تحقيق المستحيل.

3. دعاء زكريا عليه السلام لطلب الولد

  • كان زكريا عليه السلام عقيمًا، وبلغ من العمر 90 سنة، وكانت زوجته عاقرًا لا تنجب.
  • رغم ذلك، لم ييأس، ورفع يديه إلى السماء، يدعو الله بإخلاص:

"رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً، إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ" (آل عمران: 38)

  • قال أيضًا في دعائه:

"رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيًّا" (مريم: 4)

  • كان صادقًا في دعائه، موقنًا بأن الله قادر على كل شيء.

4. استجابة الله لدعاء زكريا عليه السلام

  • أرسل الله إليه الملائكة وهو قائم في الصلاة، وأخبروه بالبشرى:

"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُۥ مِن قَبْلُ سَمِيًّا" (مريم: 7)

  • تعجب زكريا وقال:

"رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيًّا؟" (مريم: 8)

  • فجاءه الرد من الله:

"كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ" (مريم: 9)

  • أي أن الله قادر على كل شيء، ولا شيء يصعب عليه.

5. معجزة ولادة يحيى عليه السلام

  • بشر الله زكريا بابنه يحيى عليه السلام، وجعله نبيًا صالحًا.
  • لم يكن ليحيى مثيلٌ في الصلاح والزهد، وكان معروفًا بالحكمة منذ صغره.
  • قال الله عنه:

"يَا يَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَٰبَ بِقُوَّةٍۢ ۖ وَءَاتَيْنَٰهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيًّا" (مريم: 12)

  • عاش يحيى زاهدًا، مخلصًا لله، وداعيًا لعبادته، حتى استشهد على يد الظالمين.

6. الدروس المستفادة من قصة زكريا عليه السلام

  1. الثقة بالله والإيمان بقدرته: رغم كبر سنه، لم يفقد زكريا الأمل في رحمة الله.
  2. الدعاء بإخلاص يفتح أبواب المعجزات: كان زكريا يدعو الله بإلحاح، فأعطاه الله فوق ما يتوقع.
  3. الصلاح سبب في استجابة الدعاء: كان زكريا نبيًا صالحًا، وهذا جعله قريبًا من الله.
  4. اليقين بالله مفتاح الفرج: لم يشك زكريا لحظة في قدرة الله، حتى بعدما بُشِّر بالولد.
  5. الأبناء نعمة عظيمة: لم يطلب زكريا ولدًا لأي غرض دنيوي، بل ليكمل رسالة الهداية.

الخاتمة

تُعد قصة زكريا عليه السلام من أجمل القصص التي توضح رحمة الله بعباده، واستجابته لدعاء من يلجأ إليه بإخلاص. فقد كان نبيًا صابرًا، لم ييأس رغم كبر سنه، فاستجاب الله له وأكرمه بولد صالح ونبي عظيم، هو يحيى عليه السلام.

نسأل الله أن يرزقنا من فضله، ويجعلنا من عباده الصالحين الذين لا ييأسون من رحمته.


الكلمات المفتاحية

قصة زكريا عليه السلام، دعاء زكريا، استجابة الدعاء، معجزة يحيى، نبي الله زكريا، موسوعة أبو تيام.

Admin Vip
Admin Vip
تعليقات