قصة المؤمن والكافر

تعتبر قصة المؤمن والكافر من القصص التي تحمل معاني عظيمة في العقيدة والتوكل على الله. وردت هذه القصة في سورة الكهف، حيث يسرد الله سبحانه وتعالى حوارًا بين رجلين، أحدهما كان مؤمنًا متواضعًا، والآخر كان كافرًا مغرورًا بما لديه من مال وثروة.




نص القصة في القرآن الكريم

قال الله تعالى في سورة الكهف: ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)﴾


ملخص القصة

يخبرنا القرآن الكريم عن رجلين، أحدهما كان يملك جنتين جميلتين تثمران بكثرة، وكان لديه من الأموال والخدم ما جعله يعتقد أنه في مأمن من الفقر، بل ظن أن هذه النعمة ستستمر إلى الأبد.

  • الكافر تفاخر بماله وجناته وقال لصاحبه المؤمن: "أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا"، مشيرًا إلى أن ثروته تجعله في منزلة أفضل.

  • لم يكتفِ بذلك، بل أنكر القيامة قائلًا: "وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرًا منها منقلبًا"، أي أنه يظن أن حتى لو كان هناك يوم حساب، فسيحصل على خير مما لديه.

  • المؤمن رد عليه موضحًا أن النعم من عند الله وليست بجهد الإنسان وحده، وحذره من الغرور بقوله: "لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله".


نهاية الكافر وعاقبته

بسبب غروره وكفره، أرسل الله مصيبة أحرقت جنتيه ودمرتها تمامًا، فلم يبقَ منها شيء، ووجد نفسه بلا حول ولا قوة، يقلب كفيه نادمًا. قال تعالى: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾ (الكهف: 42)


الدروس المستفادة من القصة

  1. الشكر يحفظ النعمة: الإنسان يجب أن يشكر الله بدلًا من التكبر على الآخرين.

  2. التواضع سبب النجاة: المال والجاه لا يدومان، والإيمان هو أعظم كنز.

  3. التوكل على الله: يجب دائمًا تذكر أن كل شيء بيد الله.

  4. الدنيا فانية: مهما امتلك الإنسان من ثروات، فإنها لا تدوم.

  5. الغرور سبب للهلاك: التكبر والاعتماد على النفس دون الله يؤدي إلى الخسارة.


الخاتمة

هذه القصة تعلمنا أن المال ليس معيار النجاح، وأن من يتكبر ويغتر بالدنيا سيواجه عاقبة وخيمة. فلنحمد الله دائمًا على نعمه، ونقول عند رؤية الخير: "مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".

Admin Vip
Admin Vip
تعليقات